الحسد و التخاطر الذهني

هل في يوم من الايام حصلت معك صدفةٌ عجيبة بينك و بين صديقك ؟هل فكرت بشيء و تكلم أحد قبلك بثانية في نفس الموضوع ؟ هل تعجبت يوما عندما تعطلت سيارتك الجديدة بعد أن رآها صديقك ؟ هنا عزيزي القارئ سوف توضح أمامك الرؤية لأول مرة عن تلك الصدف العجيبة .

ما هو الحسد : الحسد هو شعور عاطفي بتمني زوال قوة أو إنجاز أو ملك أو ميزة من شخص آخر والحصول عليها أو يكتفي الحاسد بالرغبة في زوالها من الآخرين .

و كما نعرف فإن الحسد ذكر في القرآن الكريم في اربع سور ، مثال :

  1. {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ} (سورة الفلق-4)
  2. {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً} (سورة النساء-54)

و هذا دليلٌ قاطع على ان هذه القوة الغريبة التي يمتلكها البشر موجودة و لن تزول مهما حصل ، ولكن هل فكر أحدكم ما سر تلك القوة الغريبة هل هي معجزة ام انها قدرة إلهية أعطيت لبعض البشر؟

لقد انتهى عصر المعجزات مع وفاة رسول الله -صلى الله عليه و سلم -و لم يذكر في القرآن الكريم أن الحسد هو معجزة أنزلت على البشر ، و بما أنه ليس معجزة يجب علينا أن نتطرق لتفسيرٍ علمي لا يتنافى مع عصرنا الحالي.

لنبدأ بأهم عضوٍ في جسم الإنسان ألا وهو العقل الذي أنعم الله علينا به و فضّلنا به عن جميع المخلوقات لنفكر و نجتهد و نعبد الله إيماناً و احتساباً.

ما هو المخ ؟ المخ (باللاتينية: Cerebrum) أو الدماغ الانتهائي (باللاتينية: Telencephalon) هو القسم الأكبر والأهم من الجهاز العصبي المركزي حيث يتشكل من نصفي كرة مخيتين منفصلتين يرتبطان بجسر عصبي(حزمة عريضة من الألياف العصبية البيضاء) تجتمع هذه الحزم على شكل جسم نسميه الجسم الفني. ويهتم المخ بشكل عام بالوظائف الإدراكية والحسية والعقلية ووظائف اللغة.

و المخ هو فقط جزءٌ من الجهاز العصبي للإنسان. الذي يقوم بإرسال سيالات عصبية (بالإنكليزية: Nerve Impulse) وهي عملية نقل المعلومات أو النبضات العصبية داخل الأعصاب. وتتم عملية النقل إما بواسطة كهربائية (كامن الفعل ) أو عن طريق التفاعلات الكيماوية بين الأعصاب. تقدر سرعة السيال العصبي في الأعصاب بـ 120 متراً بالثانية أي ما يعادل 432 كم في الساعة.

و كامن الفعل هو (بالإنجليزية: action potential) أو جهد الفعل هو الموجة المتشكلة من التفريغ الكهربائي لتوتر الغشاء الخلوي، والتي تنتقل من منطقة إلى مجاورتها على طول الغشاء الخلوي لأي خلية حية وبشكل خاص على محور الخلية العصبية أو الخلايا العضلية. هذا الانتقال لكمون الفعل يسمى السيال العصبي ويلعب دوراً رئيسياً في نقل المعلومات على مستوى الخلايا والأعصاب، كما يشكل الأساس الحيوي لانقباض العضلات. يقاس كمون الفعل بوحدة فولط لأنه تأثير كهربي. و كما نرى في الصورتين التاليتين كيف تصل الاشارة العصبية الى العضو و كم هي كمية الفولت الناتجة عن العملية

 

ما علاقة هذه المصطلحات بالحسد و كيف يمكن ان يكون لها تأثيرٌ عليه ..

كما رأينا ان افكارنا هي عبارة عن شحنات كهربائية تنتقل من الجهاز العصبي إلى أعضائنا بسرعةٍ خارقة و من المعروف أن جسمنا يتكون من بلايين الذرات التي لها مدارات وهمية تدور فيها الالكترونات و بما ان الإلكترونات غالباً ما تكون حرة في المدار الأخير فهي تنتقل من ذرة إلى اخرى و من انسان إلى آخر .

لنفترض أني رأيت صديقاً لي ذكيا جداً ، و تمنيت أن اكون ذكياً وأن يكون هو الغبي ، هذه الفكرة في داخل عقلي عبارة عن شحنات كهربائية تنتقل عبر الهواء و من الممكن أن تنتقل هذه الالكترونات إلى صديقي لتأثر عليه عن بعد ، فبمجرد دخول فكرتي إلى دماغه ، سوف يقوم جهازه العصبي بتحليل هذه المعلومات ليرى أنه غبي و أنا الذكي و بهذه الطريق أاكون قد حسدت هذا الشخص ربما يكون السبب أمراً غريباً و صعب الفهم ،و لكن هل فكرتم يوما كيف تحس الأم بولدها؟ أو كيف يحس التوأم بتوأمه ؟!!التخاطر الذهني (بالإنجليزية: Telepathy)هو مصطلح صاغه فريدرك مايرز عام ١٨٨٢ ويشير إلى المقدرة على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان لآخر، أي أنه يعني القدرة على اكتساب معلومات عن أي كائن واعي آخر، وقد تكون هذه المعلومات أفكار أو مشاعر، وقد استخدمت الكلمة في الماضي لتعبر عن انتقال الفكر. الكثير من الدراسات قامت لسبر أغوار هذه الظاهرة النفسية والتي لا تزال في موضع جدال علمي. الناقدون لهذه الظاهرة يقولون بأنها لا تملك نتائج متكررة ناجحة عندما تطبق في بحوث متعددة. هذه الظاهرة شائعة الاستخدام في أفلام الخيال العلمي والعلوم الحديثة. وبفضل تقنية التصوير العصبي صار من الممكن قراءة الأفكار داخل المخ. كلمة (Telepathy) هي من أصل يوناني لكلمة من مقطعين بمعنى التأثير عن بعد. ويعد التخاطر أحد مظاهر الحاسة السادسة أو الإدراك فوق الحسي، وللحاسة السادسة مظاهر أخرى مثل الاستبصار ،والمعرفة المسبقة.

و كما نعرف الآن قلة من الناس ضعاف العقول من يؤمن بالقوى الخارقة التي يملكها البشر كقراءة الافكار و التنجيم و غير ذلك،

فإحساس الأم بألم طفلها يشوه حنان الأم عندما يعتبر تنجيما ً لذلك يجب علينا أن نفسر ذلك علمياً بما أن عصر المعجزات قد انتهى.

كما ذكرنا سابقاً أن الإنسان يمتلك شحناتٍ تنتقل منه إلى أشخاصٍ آخرين ، و من شبه المستحيل التحكم بهذه الشحنات لأننا لا نستطيع التحكم بكامل أجسامنا و هذه نعمةٌ من الله لأننا لو استطعنا التحكم بكامل أجسادنا سنستطيع توقيف القلب و نحن نجرب من باب الفضول.

 

هناك أمثلة كثيرة تدل على أن هناك شيئاً يحدث عندما تحدث تلك الصدف الغريبة مثل :

  1. عندما يشتهي الشخص نوعاً من الطعام و يعود للمنزل و يجد زوجته او امه قد صنعت الطعام الذي تمناه .
  2. عندما يفكر الإنسان بموضوع ٍ جديد و بنفس الثانية يأتي شخصٌ و يتكلم في هذا الموضوع .
  3. عندما تحس الأم أن ابنها مريضٌ و هو في بلدٍ اخر .

و ليس هذا فقط ،بل هناك ايضاً دليلٌ ديني أن هناك شيئاً ينتقل بين الانسان و الآخر.

حادثة “يا سارية الجبل”: هي حادثة تاريخية عن القدرة على التخاطر حصلت للصحابي سارية بن زنيم الدؤلي الكناني ببلاد فارس في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

وقعت الحادثة حوالي عام 645 ميلادية (23 هـ) أثناء خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وتعتبر هذه الحادثة المشهورة في يومنا هذا مثالاً تاريخياً على القدرة على التخاطر. وهي مشهورة باسم “يا سارية الجبل”.

كان سارية بن زنيم الدؤلي الكناني أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد الفرس سنة 645 م/23هـ، وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس تكاثر عليه الأعداء. وفي نفس اليوم، كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة، فإذا بعمر (رضي الله عنه) ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته: “يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”.

وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسألوه عن هذا الكلام فقال: “والله ما ألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني.”

ثم قالوا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان حاضراً: “ما هذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ وأين سارية منّا الآن؟”

فقال: “ويحكم! دعوا عمر فإنه ما دخل في أمر إلا خرج منه”.

ثم ما لبث أن تبينت القصة فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر في المدينة فقال: “يا أمير المؤمنين، تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: “يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”. عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درئا لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم”.

و كما نعلم فإن عصر المعجزات قد انتهى بعد وفاة رسول الله و إن المعجزات لا تحصل مع الصحابة و يجب علينا أن نفسر كل شيءٍ بما آتانا الله به من العلم .

والله أعلم

Check Also

لم تكن و لن تكون فأنت غالباً غير حقيقي

الحقيقة دائما أغرب من الخيال – لورد بايرون نعم انه لعنوانٌ  غريبٌ بعض الشيئ  ولكن  هل …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *