الصريمة

– التردد اكبر عقبة في طريق النجاح                                                                                          – عمر المختار

تجتاح عقولنا  افكار و هواجس لا نعرف ماهيتها , افكار لربما يوما ما اضرت بحياتنا النفسية و العملية , غالبا نطمح لمستقبل افضل و حياة  افضل ولكن تقف هواجس الاوهام في طريقنا مشتتا افكارنا و احلامنا الى ان تصبح هبائا منثورا .

يملك العقل البشري قدرات خارقة للعادة نعلم بوجودها و لكننا لا نستخدمها ظنا منا اننا غير قادرين على مواكبة الحياة , بوضعنا لقوانين تحكم حياتنا فرضتها علينا ظروفنا الحياتية منها و الفطرية , نعم الفطرية الآن دعونا نركز على الفطرة . الفطرة هي العمل الذي يبنع من الشخص خلال الملاحظة أو التعليم أو الخبرة . على عكس الغريزة التي لا يجب أن تدرس أو تمارس ، الفطرة لابد من تدريسها . وذلك لأن الفطرة ليست متأصلة . الفطرة تستلزم مهارات مختلفة من الشخص في التعلم والتحسن . يمكن أن يكون الكمال ذلك من خلال التكرار . ويمكن ملاحظة ذلك في الحيوانات وكذلك لدى البشر . فعلى سبيل المثال الفطرة تجعلنا  أشبه بقصة الفيل الضخم عندما يتم ربطه بحبل صغير فلا يستطيع الحركة، رغم أنه مربوط في قدمه ولا يمنعه من التحرك، ولكن تجد الفيل مستقرا في مكانه لا يقوى على الحركة.

والسبب يعود للسنوات الأولى لولادة هذا الفيل، حيث كان يتم تقييد قدمه بحبل مربوط في الجدار، فيحاول مرة أو مرتين وثلاثا ومئة وأكثر من ذلك للفكاك من الحبل دون جدوى، وبعد بضع سنوات يكون الفيل قد تعود على وجود الحبل في قدمه.

عندها يستبدل صاحبه الحبل المربوط بإحكام في الجدار بحبل يلفه على قدم الفيل فقط، ورغم هذا لا يدرك الفيل أنه غير مربوط في الجدار، وأنه يمكنه الحركة، لأن الفيل يكون قد ترسخ في ذهنه أنه ما دام يشعر بحبل حول قدمه فذاك يعني أنه لا يستطيع التحرك فلا يقوم بأي محاولة.

نحن في تعاملنا مع بعض عاداتنا نشبه ذاك الحبل المربوط بقدم الفيل، فلا نقوى على الحركة ولا على التفكير والاستنتاج أنه يمكننا الانطلاق والتحرر والسير إلى الأمام وأن نقدم لأطفالنا ما هو أعظم فائدة وأكثر جدوى من كيفية التعامل مع الحيوانات أو كيفية ذبحها.

في علم النفس ، هناك نوعان من المفاهيم المعروفة باسم الإشراط الكلاسيكي والتكييف مع الهواء الفعال ، والتي يمكن أن تكون مرتبطة مع الفطرة . كلا منهما ، يمكن تسليط الضوء عليهم في تعلم السلوك . هذا يمكن أن يزيد من سلوك معين أو حتى يعمل على خفضه . على سبيل المثال ، عندما يكافأ الشخص لسلوك معين ، فإنه يشعه على زيادته . ولكن عندما يعاقب شخص على سلوك معين ، فإنه يحفزه على تقليل هذا السلوك .
تخيل الطفل الذي يكافأ لحصوله على درجات جيدة في الامتحان . سلوك الطفل يعلمه جيدا عن كيفية زيادة هذا السلوك بما له من مردود جيد في رد الفعل الإيجابي . ومع ذلك ، تخيل بأنه تعاقب طفل بسبب حصوله على الدرجات السيئة ، فإنه يحفز سلوكه على التغيير بشأن زيادة درجاته من أجل تجنب العقاب و لكن تخيل ماذا سيحدث ان يكافأ الطفل رغم حصوله على درجات سيئة  , هذا حتما سيجعله يظن بأن هذا ما لديه من استطاعة .

علما بان عقاب الطفل ان حصل على درجات  سيئة لا يكون بالاهانة , ( انت غبي ) كلمتان كل منهما تنكون من ثلاثة احرف قادرتان على تحريف مسار حياة انسان لمدة لا تقل عن مئة عام  .                         – عزيزي القارئ قرائة هذا المقال لمعرفة تاثيرات هاتان الكلمتان على الانسان ( انت غبي ) .

و الان لنعد الى موضوعنا الاساسي  ” الصريمة ”  فهي  تصميم واعٍ على أداء فعل معين، ويستلزم هدفاً ووسائل لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى العمل الإرادي، وليد قرار ذهني سابق ,حيث يذهب المثاليون إلى أن الإرداة خاصية مستقلة عن المؤثرات والظروف الخارجية، في حين يرى الماركسيون أنها ثمرة المعرفة والتجربة والتربية؛ أما الرواقيون فيرون أن الإرادة أساس المعرفة والسلوك، لأنها جهد نفسي يقوم عليه الإدراك الذهني؛ وذهب ديكارت إلى أنه لا إرادة حيث لا استطاعة. (1)

والارادة  ايضا امر ديني فقد تكون سببًا في رفع شأن صاحبها وقد تكون عكس ذلك، بشرط أن ينظر الإِنسان فيما يعمل ويفقه سبيله فيما ينوى، لقوله تعالى: ﴿يَـٰٓأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَوٰةَ الدُّنْيَا وَزِيْنَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جِمِيلاً* وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَـٰتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (سورة الأحزاب آية 28-29).

هذا أمر رباني لاختبار إرادة زوجات النبي ﷺ اختبارًا حازمًا لامجال فيه إلا للعزم الصادق، والإِرادة القوية، والبصر بعواقب الأمور. ولنا أن نعتبر هذا من أقوى اختبارات الإِرادة الإِنسانية لما أنه من عند الله تعالى، ولما ينطوي عليه من دلالات عميقة بحقيقة أمور الحياة. ذلك أن النبي ﷺ مأمور أن يخير نساءه بين المفارقة وبين الصبر على ضيق الحال وقلة المنال، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، لما صح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ جاءها حين أمره الله تعالى أن يخير أزواجه، قالت: فبدأ بي رسول الله ﷺ، فقال: إني ذاكر لك أمرًا فلا عليك ألا تستعجلي حتى تستأمري أبويك وقد علم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه،

والإرادة ليست كلامًا وادعاء بل هي إعداد واستعداد، لقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ اَرَادَ شُكُورًا﴾ (سورة الفرقان آية:62)

تفسير الاية : حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ) يقول: من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار, أو من النهار أدركه بالليل.

فالارادة  السليمة تقتضي باسغلال الأوقات وقتًا بعد وقت، وحالاً بعد حال   .

و يمكنك عزيزي القارئ  قراءة مقالاتي للتحكم بالعقل و تقوية ارادتك بالحياة  :

 

 

Check Also

لم تكن و لن تكون فأنت غالباً غير حقيقي

الحقيقة دائما أغرب من الخيال – لورد بايرون نعم انه لعنوانٌ  غريبٌ بعض الشيئ  ولكن  هل …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *