بلا عنوان

انفصلنا و تفككنا ، وبعد أن كنا أساتذة الناس أصبحنا كالعبيد مسيرون ليس لنا لا حول ولا قوة ، نخضع لما يمليه الغرب علينا ، فقد أدخلت في أدمغتنا فكرة فرق تسد ، فلم يعد تأثيرها فقط هو تفكيك أمتنا ، بل أصبحنا نفكك أنفسنا لنصبح الأقوى على بعضنا .

فكما نرى في مجتمعنا تفتت الإسلام ، وما نراه مجرد أفكار بعض الناس من صدقه ، وهذا هو ما أدى الى هذه المشاكل بيننا فبدل أن نتعلم الدين و نفكر فيه و نفكر كيف سننشره بالعلم لا بالسيف ، اعتمدنا على قلةٍ منا في ذلك ، فمنهم الصالح ومنهم الطالح ، ومنهم من يفتي لمصالحه ، والمشكلة الأكبر أنهم نسو حديث رسول الله : ( أجرأكم على الفتوى أقربكم الى النار. )

أي نعم هو واجبٌ علينا التفكر في الدين و تفسيره و فهمه ليزيدنا تقرباً من الله وليزيد فكرنا و فهمنا ، ولكن علينا فهمه بالطريقة الذي ارادها الله سبحانه و تعالى وليس عن طريق مصالحنا و عن طريق ما يفهمه عقلنا و فكرنا الحالي ، وليس علينا إتباع هؤلاء من يظنون أنهم يفهمون الدين أكثر مننا ، فمنهم من ظن أنه وليٌ من عند الله يتنزل عليه الوحي ليخبره بالفتاوي و أمور الدين ، و الخطأ الأكبر هو ممن صدق أنه كذلك و اتبعه وكأنه فعلاً وليٌ من عند الله .

و هنا تكمن مشكلتنا فكلن يظن بأنه يعلم كل شيء وبأنه هو الصحيح من دون أن ينظر الى أخطائه أو أن يحول أن يناقض أفكاره ليرى ما هو خاطئٌ أو صحيحٌ في كلامه ، والبعض الآخر اتخذ الدين مصدرا لجلب المال عن طريق ضعاف القلوب فكما نرى على التلفاز هناك المئات من البرامج التلفزيونية التي تصدر العلاجات والفتاوي للمرضى عن طريق إعطائهم حجابات وآيات قرآنية للشفاء من الجن و الأمراض و ما الى ذلك ، علماً أنه فعلاً القرآن يهدأ النفوس و يريح الأبدان و لكن ليس بتلك الطريقة ، فلم يوصف نبي الله حجاباً لمن رأى فيه علة ً أو أمراً مريباً و لم يذكر في التاريخ أيضاً أن الرسول قد أخرج جنياً من شخص و لم يذكر أيضاً أنه اعطى وصفاتٍ لتعجيل الزواج و مثل هذه الأشياء كلها أمرٌ بيد الله و لا يفيد فيها الا الدعاء و الرجاء من الله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أناس عن الكهان، فقال: “ليسوا بشيء” فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانًا بشيء، فيكون حقًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني. فيقرها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة” ((متفق عليه)). و ايضاً عن سؤالهم قال-عليه الصلاة والسلام-: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) رواه مسلم في صحيحه

ففي النهاية أصبحنا أمة محمد التي بلا عنوان ، ليس لنا رايةٌ أمام أعدائنا ، فأنا لا ألوم الناس عندما يكرهون ديننا و لا يصدقونه ، لأن السبب وراء ذلك افعالنا و تطرفاتنا ، فنحن ابناء دين واحد أنزل من ربٍ واحد على نبيٍ واحد ، ولم ينزل نبيٌ شيعي و سني و صوفي و سلم بدين الحق الذي قسمناه و شتتناه بأفعالنا . …. ، بل نزل محمدٌ صلى الله عليه وسلم بدين الحق الذي قسمناه و شتتناه بأفعالنا .

 

Check Also

لم تكن و لن تكون فأنت غالباً غير حقيقي

الحقيقة دائما أغرب من الخيال – لورد بايرون نعم انه لعنوانٌ  غريبٌ بعض الشيئ  ولكن  هل …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *