الثقوب البيضاء

تطورت علومنا و تطورت اختراعاتنا الى ان وصلنا لما وراء النجوم وصلنا لعلمٍ يؤهلنا لفهم هذا الكون العظيم الذي مهما حاولنا التعمق فيه وجدنا انفسنا نغرق أكثر فأكثر في بحرٍ بديع من خلق خالقٍ واحد أرانا فيه بديع قدرته و جمال خلقه ، و إحدى تلك الابداعات هي الثقوب السوداء التي ما زلنا للآن لا نستطيع الوصول اليها للتأكد من ماهيتها  .

الثقوب السوداء هي الأغرب و الأكثر تشويقاً من بين مكونات الفضاء الخارجي ، هي عبارة عن كتل ذات كثافة عالية جدا ، تحدث مجالاً جاذبياً يستطيع جذب أكبر الأشياء التي نستطيع تخيلها ، الثقوب السوداء يمكنها جذب الكواكب ، النجوم و حتى الضوء لا يستطيع الفرار منها بالرغم من انه يمتلك أسرع سرعة متعارف عليها في علومنا الحالية و التي من المستحيل علينا حاليا ان نخترع جهازا قادرا على تحريك جسم بمثل هذه السرعة ، ولكن عل فكرتم يوما الى اين تذهب  الأشياء التي يمتصها الثقب الأسود  ؟

(يمكنك عزيزي القارئ قراءة مقالتي عن الثقوب السوداء – اضغط هنا )

هناك فعلا مكان آخر تذهب اليه الأشياء عندما تدخل في الثقب الأسود ذلك المكان يسمى الثقب الأبيض فهو حرفيا ثقب يعاكس الثقب الأسود بخصائصه , فهو ذاك الشيء الذي من المحتمل أن لا نستطيع إيجاده في كوننا الحقيقي، وهو إستكشاف رياضي إذا استطعت ان تستكشف الزمكان حول ثقب اسود بدون ان تتضمن حساباتك ذلك النجم الذي تكون منه الثقب الاسود (لايوجد هناك مادة في هذا الافتراض). وعندما تضيف أية مادة إلى الزمكان، فإن هذا الجزء الذي يتضمن الثقب الابيض سوف يختفي

 

ويتواجد الثقب الابيض عندما يتواجد تركيز كبير من المادة في منطقة واحدة، تتسبب في تسريع الزمن. وبرهان على ذلك، الساعتان الذرية الموجودان في كلا من إنجلترا وكولورادو، الساعة التي في إنجلترا تعمل من على مستوى سطح البحر بينما الساعة الثانية والتي في كولورادو تعمل على إرتفاع 5,000 قدم فوق سطح البحر. والذي يحدث بسبب إختلاف المادة في المستويين فإن الساعة الذرية التي في كولورادو تسرع في الزمن بفارق 5 مايكروثانية في السنة عن الساعة الاولي في إنجلترا

 

من الناحية النظرية، إذا كنت تعيش على الشمس فإن الوقت سوف يمر عليك أسرع مما هو عليه على الارض، وإذا كان هناك ثقب أبيض وكبير بدرجة كافية، فإن ملايين السنوات بل حتى البلايين من السنين يمكن أن تمر على من هم خارج الثقب بينما داخله تمر كأيام قليلة فقط.

 

وعند الحديث عن الثقوب البيضاء والثقوب والسوداء فإنه من المهم جدا استيعاب فكرة اندماج الزمان والمكان حيث أننا نعامل مع الكون باستخدام أربعة أبعاد هما الثلاث المعروفين الطول والعرض والارتفاع إضافة إلى بعد الزمن وكذلك تطبيق فكرة إن الفضاء ينحني حول وبجوار الكتل الكبيرة من المادة ونتيجة هذا التحدب هو انحراف في الضوء الذي يمر على حافة أية جرم فضائي، وقد تم التحقق من تلك النظرية وقياس ذلك خلال عملية الكسوف الكلي للشمس.

 

لكن كيف نفسر وجود ثقب أسود بدون كتلة ينبثق منه ثقب ابيض، من الناحية الرياضية هذا النوع هو أسهل أنواع الثقوب السوداء، وهو عندما يبدا قلب الحدث (اللانهائية في الجاذبية والكتلة) في الثقب فإنه سوف يحتجز نفسه داخله، لذا فإن الجزء الصعب قد بدء وهو اللانهائية، والطريقة الوحيدة لبدء اللانهائية في الكون الحقيقي أن تبدأ معها عندما تتكون هناك في قلب الحدث، وبطريقة ما يجب على الكون أن يتشكل بفعل تلك اللانهائية الجاهزة، أي أنها سوف تخرج من تلك المنطقة بشكل جديد وفي مكان جديد مكونة معها ما نسميه ثقب أبيض.

 

الثقوب السوداء هي فعلا مجرد معادلات رياضية و لم يتم العثور عليها حتى الان ولكن ان كانت موجودة ستتصرف بطريقة غريبة معاكسة للثقب الأسود فهي ستقوم بإخراج الأشياء في الفضاء فجأة و كأنها وجدت من العدم , و من هذا الاستنتاج العظيم من قبل العالم ستيفن هوكنج نستطيع ان نفسر نظرية الانفجار العظيم فمن الممكن ان تكون بداية هذا الكون ظهور ثقب ابيض اخرج طاقة هائلة أحدثت هذا الانفجار العظيم الذي ما زلنا في حيرة عن بدايته .

 

يظهر مفهوم الثقب الأبيض كجزء من حل الفراغ لمعادلات حقل أينشتاين المُستخدمة لوصف ثقب شفارتزشيلد الدودي (Schwarzschild wormhole)، إذ يكون أحد أطراف الثقب الدودي عبارة عن ثقب أسود يسحب المادة نحوه، في حين يُوجد ثقب أبيض عند النهاية الأخرى، ويُصدر هذا الأخير المادة دوماً.

 

يفترض بان الثقب الدودي لديه على الأقل فتحتان (ثقب اسود و ثقب ابيض  ) تتصلان ببعضهما البعض بواسطة ممر لا يرى , وإذا كان الثقب الدودي مؤهلا للسفر، فإن للمادة إمكانية الانتقال من فتحة إلى اخرى بعبور هذا الممر، وللأن ليس هناك دليل فعلي للسفر عبر الزمن من خلال عبور الثقب الدودي، ولكنه افتراض فزيائي معروف كحل صحيح من حلول نظرية النسبية لآينشتاين

 

فكرة آخري للثقب الدودي وهي فكرة السفر عبر الزمن، في تلك الحالة يكون الثقب عبارة عن طريق مختصر للانتقال من نقطة في المكان والزمان إلى نقطة أخرى من المكان والزمان ,فهذه الفكرة تراود الانسان منذ قديم الزمن حيث اننا نفشل دائما في تحقيقها وتقول مجلة نيوساينتست البريطانية، في تقرير حديث لها، إن فريق من الفيزيائيين الألمان و اليونانيين أثبت أن بناء الثقوب السوداء ربما يكون أمراً ممكناً دون الحاجة إلى أي مدخلات من الطاقة السلبية على الإطلاق. يقول بوركهارد كلايهاوس، من جامعة أولدنبيرغ في ألمانيا: لسنا بحاجة إلى مادة عادية ذات طاقة إيجابية. فالثقوب الدودية يمكن فتحها دون أي شيء.

 

وتثير هذه النتائج احتمالاً محيراً بأننا قد نكون قادرين في نهاية المطاف على الكشف عن أحد الثقوب الدودية في الفضاء. فربما تكون الحضارات الأخرى الأكثر تقدماً سبقتنا إلى مسألة السفر جيئة وذهاباً عبر نظام أنفاق تم تشييده من الثقوب الدودية. وربما نكون قادرين على استخدامها بأنفسنا كبوابات إلى الأكوان الأخرى.

Check Also

لم تكن و لن تكون فأنت غالباً غير حقيقي

الحقيقة دائما أغرب من الخيال – لورد بايرون نعم انه لعنوانٌ  غريبٌ بعض الشيئ  ولكن  هل …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *