نظرية الاوتار

قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77) – سورة النساء

 

مضى أكثر من 100 عام على نظرية اخرجها للعالم ألبرت أينشتاين الا و هي نظرية الاوتار  , هذه النظرية عبارة عن مجموعة من الافكار و المعادلات التي لاوجود للالكترونات و البروتونات و الكواركات فيها بل كل ما هو موجود  عبارة عن فتائل متناهية في الصغر مهتزة ويتوافق كل وضع اهتزاز مع جسيم معين ويحدد هذا الاهتزاز شحنة الجسيم وكتلته. في فهمنا الحالي للنظرية، تلك الأوتار ليست مصنوعة من أي شيء: إنها المكون الأساسي للمادة.

 

استنادًا إلى نظرية الأوتار الفائقة فإن الكون ليس وحيدًا، وإنما هنالك أكوان عديدة متصلة ببعضها البعض، ويرى العلماء أن هذه الأكوان متداخلة ولكل كون قوانينه الخاصة به، بمعنى أن الحيز الواحد في العالم قد يكون مشغولاً بأكثر من جسم ولكن من عوالم مختلفة، وبحسب هذه النظرية فإن الكون ما هو إلا سيمفونية أوتار فائقة متذبذبة، فالكون عزف موسيقي ليس إلا، ومن الممكن معرفة الكون ومما يتكوّن من خلال معرفة الأوتار ونغماتها، فالكون يتصرف على نمط العزف على الأوتار

450px-String_theory.svg

مستوى التكبير : 1- المستوى العياني، 2- المستوى الجزيئي، 3- المستوى الذري، 4- المستوى النووي ثم 5- مستوى الأوتار.

توضح هذه الصورة التسلسل الحجمي لمستويات المادة و كما نرى انه حاليا مع تقدم العلم اصغر مستوى للمادة  هو مستوى الاوتار , ولكن الشيء الذي لم نكن على دراية به انه في قراننا الكريم قد ذكر هذا التسلسل منذ ما يزيد عن 1400 ففي قوله تعلى في ايات من سورة النساء  يتضح هذا التسلسل    في قوله تعالى :
إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)

وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)

قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)

الله سبحانه و تعالى ارانا في القران الكريم مقدار عدله و دقته في حسابنا اللا متناهية فقد قال سبحانه و تعالى انه لن يظلمنا بمقدار ذرة  و من بعد ذلك لن يظلمنا بمقدار المادة الناقرة و التي هي في علمنا الحديث الكوارك الموجود داخل البروتون و يتحرك دائما بحركة اهتزازية جيبية و من بعد ذلك لن يظلمنا سبحانه و تعالى بمقدار حجم الفتيل و الذي هو خيط الطاقة ( الوتر ) و الذي يعد اصغر شيئ في مواد الكون .

“نظرية الأوتار String Theory” تقول بوجود عدد لا نهائي من الأكوان المتوازية Parallel Universes (3), وهذه نظرية يمكن أن نجد لها إشارات وتلميحات في القرآن, منها هذه الآية التي تشير إلى تعدد السماوات والأراضين وتحددها بسبعة: 

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12. (4)

آية الطلاق هي الآية الوحيدة التي تذكر وجود عدد سبع أراض بينما تكرر وجود سبع سماوات في آيات أخرى:

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة29

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44

عبارة “ومن فيهن” أي في السماوات والأرض تشير بشكل لا بس فيه إلى وجود حياة في الأكوان الأخرى.

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ }المؤمنون17

{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }المؤمنون86

{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }فصلت12

{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ }الملك3

{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً }نوح15

{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً }النبأ12

ومن الملفت أن عبارة “سبع سماوات” تكررت سبع مرات في القرآن, وأتت الإشارة إلى السماوات بلفظ “طرائق” و “سبعاً شدادا”.

كما يمكن ان نجد صدى لنظرية الأكوان المتوازية في الآية التالي:

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67

تساعدنا القراءات في الفيزياء النظرية الحديثة في تقريب المعنى, فالأبعاد وفقاً لنظرية الأوتار تلتف حول نفسها بحيث لا نراها في عالمنا, حينها يمكن تخيل الأكوان المتوازية وهي في قبضة الله أو مطويات بيمينه يعزف عليها سيمفونية الوجود ! المقاربة العلمية لنظرية الأوتار مستوحاة من العمل الموسيقي, وتقول بأن هذه الأوتار التي يتكون منها الكون ليس لها عرض لكن لها أطوال لا متناهية وفحوى النظرية أن تذبذب هذه الأوتار يؤدي إلى نشوء القوى الأربع الناظمة للكون, وكأن الكون عبارة عن سيمفونية وألحان تنتج عن الضرب على أوتاره!

ستكون النتائج المترتبة على استبدال علومنا الحالية بنظرية الاوتار التي تكاد ان تعتبر نظرية كل شيئ هائلة جدا ,فتلك الاوتار تحتوي على 11 بعدا منها ما نعرفه من طول و عرض و ارتفاع و زمان و مكان و ماتبقى يعتبر ابعادا اضافية تحدد خصائص الكون الذي نعيش فيه  , و حتى الان لم يستطع العلم ان يرصد الا الاربع ابعاد المعروفة المسمية بالزمكان , و قد تمكنت نظرية الاوتار حديثا الاخذ بعين الاعتبار لقوة الجاذبية  .

وفقاً للآيات القرآنية, فقد خلق الله آدم وحواء وإبليس في الجنة, وبسبب المعصية سقطوا منها:

{قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }الأعراف24

في تفسير الجلالين الخطاب موجه لآدم وحواء دون إبليس, وهو معنى ربما لا يتسق مع ما هو معلوم من أنه خطاب موجه للثلاثة (آدم وحواء وإبليس). وهو ما يمكن أن يعني أن إبليس هبط في كون آخر موازٍ لكوننا وهو ما يمكن أن يفسر بدوره لماذا يرانا ولا نراه!:

{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27

ربما يكون  إبليس قد هبط إلى بعد آخر, وهو من ذلك البعد يمتلك القدرات على التأثير علينا لكنه لا يستطيع اختراقه والنفاذ عبر أقطار الأبعاد التي تفصلنا عنه .
و ليس هذا فقط بل انه في السنة النبوية  هناك حديث يدل على نظرية الاوتار و يؤكد ان هناك ابعادا اخرى ,  عن عبدالله بن عباس, في تفسيره آية الطلاق 12 ” سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ”, قال: “الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن. قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى.

و في نهاية هذا المقال يجب علينا التفكير و دراسة قراننا الكريم لان العلوم الموجودة فيه ستوازي كل عصور الزمان ليوم القيامة , و ليس علينا انتظار الغرب ليكتشف علوما جديدة و من بعدها نبدأ بالثرثرة “قد كتب في القران منذ 1400 عام ” , علينا البدأ بالدراسة و علينا نحن أمة إقرأ ان نكتشف هذه العلوم التي ذكرت منذ 1400 عام .

 

Check Also

لم تكن و لن تكون فأنت غالباً غير حقيقي

الحقيقة دائما أغرب من الخيال – لورد بايرون نعم انه لعنوانٌ  غريبٌ بعض الشيئ  ولكن  هل …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *